ياسر السامرائي مؤسس المنتدى
ألمشاركات : 1291 السٌّمعَة : 47 تاريخ التسجيل : 18/09/2009 الموقع : منتدى الحب الجنس :
| موضوع: رواية ( الشيخ والبحر ) 1952 الأحد سبتمبر 27, 2009 8:59 pm | |
| إذا كانت رواية ( لمن تقرع الأجراس ؟ ) تصف الحرب وتجسد صراعاً بين مجموعتين من الناس ، فإن رواية ( الشيخ والبحر ) تمثل صراعاً بين شيخ عجوز وبين البحر الذي يرمز إلى الحياة كلها .
في البدء يجب أن نتساءل لماذا هذا الصراع بين شيخ طاعن في السن وبين بحر ، لا بل محيط ؟؟ وهو في الرواية المحيط الأطلسي . على الرغم من العزيمة الفريدة لدى الشيخ والقوة الجسدية ، فإن البحر بأمواجه وطيوره وأسماكه هو العالم الأقوى ..
تبدأ الرواية بحكاية الشيخ (سانتياغو) وهو صياد كوبي ، أمضى أربعين يوماً دون أن يصطاد سمكة واحدة ، ولم يكن لدى الشيخ سوى صبي يساعده في صيده ويرافقه في رحلاته هو ( مانولين ) ، فأصر والدا (مانولين ) أن يترك ( سانتياغو ) لأنه عجوز منحوس ، فيتركه ( مانولين ) مرغماً .
يتذكر (مانولين ) أن الشيخ قد مر بفترة لم يصطد فيها شيئاً خلال سبعة وثمانين يوماً ، وبعد ذلك أخذا يصطادان سمكاً كبيراً بكميات كثيرة . ولكن في هذه المرة أمضى العجوز أربعة وثمانين يوماً دون أن يصطاد شيئاً وحيداً بعد أن أُجبر ( مانولين ) على تركه ، وفي اليوم الخامس والثمانين تقدم (سانتياغو) بعيداً في المحيط ، واصطاد في نهاية المطاف سمكة كبيرة جداً ، لم يستطع وضعها في قاربه ، بل كانت السمكة تجره إلى الأمام بشكل أفقي ، وكان يحمد الله أنها لا تسحبه إلى أعماق البحر .
أمضى (سانتياغو) في عرض البحر ثلاثة أيام ، أكلت خلالها أسماك القرش سمكته الكبيرة ولم يبق منها إلا عمودها الفقري . عاد إلى الشاطئ منهك القوى ليجد (مانولين) بانتظاره فيخبره أن السلطات قد بحثت عنه بالطائرات العمودية ولكنها لم تجده لأن قاربه صغير .
حصل هنغواي على جائزة نوبل للآداب عام 1954 لقدرته على التحليل النفسي في روايته الشيخ والبحر ،فهذه الرواية ثنائية بين شخصين : شخص متقدم في السن ، وآخر في مطلع حياته ولكنهما ليسا متناقضين ، بقدر ما هما متكاملان ، فكل منهما يكمل الآخر ، فالشيخ يشعر بحاجته لمانولين الذي بدوره يشعر بحاجته للشيخ (سانتياغو) الذي بدوره يبدو طفلاً أمام المحيط، وهو الشيخ الحقيقي .
فإذا كان الصبي (مانولين ) يشعر بصغره أمام (سانتياغو ) فإن الشيخ يشعر بصغره أمام هذا البحر الكبير العميق . ويريد هذا الشيخ ذو الإرادة القوية أن يصمد أمام تقلبات البحر والحظ السيئ ، وأن يصطاد وأن يحصل على رزقه ، وهو لا يسيئ لأحد ، ولكنه بحاجة للأسماك ، التي تدافع عن حياتها بكل قواها ن والتي يأكل بعضها البعض الآخر ، أما البحر فهو باق كأنه لايتأثر بما يجري في أعماقه .
البحر هو الشخصية الأقوى في هذه الرواية ، هويشبه الحياة على اليابسة ، كل المخلوقات تبحث عن رزقها ، وبهذا لا يحتلف الشيخ عن الطفل ، عن السمكة الكبيرة أو الصغيرة ، كل ماهنالك أن الشيخ يخطط للبحث عن رزقه ، أما الأسماك فتتصرف بالغريزة | |
|