ياسر السامرائي مؤسس المنتدى
ألمشاركات : 1291 السٌّمعَة : 47 تاريخ التسجيل : 18/09/2009 الموقع : منتدى الحب الجنس :
| موضوع: ابن شهيد صاحب "التوابع والزوابع" الجمعة نوفمبر 20, 2009 7:15 pm | |
| ابن شهيد الأندلسي شاعر وأحد أعلام الأدب الأندلسي، هو أبو عامر أحمد بن عبد الملك بن مروان بن أحمد بن عبد الملك بن شهيد، يعدو بنسبه إلى غطفان، كان والده عبد الملك من شيوخ الوزراء في الدولة العامرية مقرباً من المنصور بن أبي عامر الذي كان الأمر له.
ولد ابن شهيد في قرطبة وترعرع في حياة منعمة مرفهة نظراً لمكانة والده، بالإضافة لرعاية المنصور وتدليله له، وظل ابن شهيد ينعم بالحياة المرفهة في ظل رعاية ملوك وأمراء الدولة العامرية، حتى بعد أن قام والده بالزهد في الدنيا ودعا أولاده للتقشف، انتقل ابن شهيد من رعاية المنصور ليحظى برعاية المظفر ولي العهد الذي ألبسه الحرير وانعم عليه بالمال والملابس الجديدة، وفي عهد المظفر ارتقى ابن الشهيد في المناصب حتى وصل إلى مرتبة الوزارة، ومن بعد المظفر اتصل بأخيه عبد الرحمن الناصر.
نظراً للمكانة الأدبية والاجتماعية التي حظي بها ابن شهيد عند الملوك والأمراء كثر الحاسدين والحاقدين عليه والذين تنكروا له فبذلوا الجهود للانتقاض من شعره وأدبه، وسعوا للوقيعة بينه وبين الأمراء، فتكدرت حياته وزج به في السجن في فترة حكم الحموديين وعاني الكثير من الظلم وأفرج عنه بعد ذلك.
مما قاله في استعطاف المعتلي ابن حمود
إلى المُعتلي عالَيتُ هَمَّي طَالِباً لِــكَــرَّتِـه إنَّ الــكَــريـمَ iiيَــعــودُ هُـمـامٌ أَراه جُــودُه سُـبُل iiالـعُلا وَعَـلَّمَهُ الإِحـسانَ كَـيفَ iiيَـسودُ نَـفَى الـذَمّ عَـنهُ أن طـي بـرُوده عَفافٌ عَلَى سِن الشَّباب وجودُ
مؤلفاته
تفرق شعر ابن شهيد ولم يصلنا منه سوى القليل والذي تفرق في بعض كتب الأدب مثل يتيمة الدهر للثعالبي، ووفيات الأعيان لأبن خلكان، ومن نثره لم يبق سوى فصول من رسالة التوابع والزوابع والتي احتفظ بها ابن بسام في كتابه الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، ومن أثاره الأخرى نذكر كشف الدك وأثار الشك، حانوت عطار، بالإضافة لغيرها من الأشعار والرسائل المتفرقة بين كتب الأدب.
التوابع والزوابع
رسالة التوابع والزوابع
حظي النثر في العصر الأندلسي بمكانة مميزة ربما تفوق فيها على الشعر حيث تنوعت فروعه وانضمت إليه القصة والتي تناولت الكثير من الأحداث والأبطال وفي هذا قدم ابن شهيد رسالة التوابع والزوابع وهي رسالة أدبية نقدية أتت كشكل جديد للنثر.
وقد اختار ابن شهيد اسم التوابع والزوابع لكتابه كدلالة على المحتوى فالتوابع جمع تابع وهو الجني الذي يتبع الإنسان ويحبه ويرافقه، أما الزوابع فهي جمع زوبعة وهي شيطان مارد أو رئيس من الجن.
وتعد رسالة التوابع والزوابع من أشهر مؤلفات ابن شهيد وأهمها وذلك لضمها أرائه الأدبية والنقدية، واصطباغها بالطابع القصصي وبها الكثير من الخيال، فتدخل ضمن نوادر التراث القصصي العربي، وتتمتع بأسلوب فريد قلما نجده في غيرها من الرسائل الأدبية، فهي تعرض القضايا الأدبية والنقدية في إطار قصصي وذلك عبر مناظرات أدبية بين كل من ابن شهيد وتوابع بعض الشعراء والكتاب ونقاد الجن.
وفي التوابع والزوابع تخيل المؤلف أنه قام برحلة إلى عالم الجن وهناك التقى بشياطين الشعراء والكتاب ووقعت بينهم مناظرات أدبية تفوق فيها ابن شهيد على الجميع وأرضى غروره وذلك في إطار قصصي، وفي رسالته التقى ابن شهيد بتوابع عدد من الشعراء والأدباء منهم امرئ القيس، طرفة بن العبد، قيس بن الخطيم، أبي تمام، البحتري، أبي نواس، المتنبي، الجاحظ، أبي القاسم الإفليلي وغيرهم.
ورسالة ابن الشهيد عبارة عن مدخل وأربع فصول فصل في توابع الشعراء، وفصل في توابع الكتاب، وفصل في نقاد الجن، وفصل في حيوان الجن.
مما قاله له تابع الجاحظ " انك لخطيب وحائك لكلام مجيد، لولا انك مُغري بالسجع، فكلامك نظم لا نثر" فيجيبه ابن شهيد " ليس هذا أعزك الله، منى جهلاً بأمراً السجع، وما في المماثلة والمقابلة من فضل، ولكني عدمت ببلدي فرسان الكلام، ودهيت بغباوة أهل الزمان" فيقول له الجني " فكيف كلامهم بينهم" فيقول " ليس لسيبويه فيه عمل، ولا للفراهيدي إليه طريق، ولا للبيان عليه سمة، إنما هي لكنة أعجمية، يؤدون بها المعاني تأدية المجوس والنبط".
شعر ابن شهيد
جمع ابن الشهيد في أدبه بين كل من الشعر والنثر، فقدم شعره السياسي والذي تنوع بين المدائح والمراثي وشعر المناسبات، ويميل شعره إلى القوة والجزالة، يُحسن وضع اللفظ في مكانه، وأهتم في شعره باستخدام الصور والموسيقى، وتكلف أحياناً في استخدام الجناس.
مما قاله في رثاء حسان بن مالك وهو أحد أئمة اللغة والأدب:
أَفــــي كُـــلِّ عـــامٍ مَــصْـرَعٌ iiلـعَـظِـيم أَصـــابَ الـمَـنَـايا حــادِثِـي iiوقَـدِيـمـي هَــوَى قَـمَـرا قَـيْسِ بْـن عَـيْلانَ iiآنِـفاً وأَوْحَـــشَ مِــن كَـلْـبٍ مَـكَـان iiزَعِـيـمِ فَـكَـيْفَ لِـقَـائِي الـحـادِثَاتِ إِذا iiسَـطَـتْ وقـــد فُـــلَّ سَـيْـفِي مـنـهُمُ iiوعَـزِيـمِي وكَيْفَ اهْتِدائي في الخُطُوبِ إِذا دَجَت وقــد فَـقَـدَتْ عَـيْـنَايَ ضَــوْءَ نُـجُومِي مَــضَـى الـسَّـلَفُ الـوَضَّـاحُ إِلا iiبَـقِـيّةً كـــغُــرّةِ مُــسْــوَدِّ الـقَـمِـيـصِ بَــهـيـمِ
والنثر عند ابن شهيد يأتي موضحاً علاقاته الأدبية والسياسية وصداقاته، فيستشف القارئ لنثره أخباره وأراءه، ويغلب على نثر ابن شهيد الطابع القصصي والذي يبرز من خلاله تتبعه للموصوف بتصوير ميزاته في الأعضاء والألوان والصوت والحركة والطباع.
المرض والوفاة
اشتد المرض على ابن شهيد فعانى من الفالج والذي قضى على حركته تماماً حتى جاءت وفاته ودفن في قرطبة.
كان ابن شهيد يهاب الموت ومما قاله:
أَنُـــوحُ عــلـى نَـفْـسِـي وأَنــدبُ iiنُـبْـلَهَا إِذا أَنــا فــي الـضَّـرَّاءِ أَزمـعْـتُ قـتلَهَا رضـيـتُ قـضـاءَ الـلَّـهِ فــي كُـلِّ iiحـالة عـــلــيَّ وأَحــكـامـاً تـيـقَّـنْـتُ iiعــدلَـهَـا أَظـــلُّ قَـعـيـد الـــدّارِ تـجـنُبُني iiالـعـصا على ضَعْفِ ساقٍ أَوْهَن السُّقْمُ رِجلَهَا
كما قال:
هذا كِتابِي وكَفُّ الموْتِ تُزْعِجُنِي عـن الـحياةِ وفـي قَـلْبِي لكم iiذِكَرُ إِنْ أَقضِكُم حقَّكُم مِن قِلَّةٍ iiعُمُرِي إِنِّـي إِلـى الـلَّهِ لا حـقٌّ ولا iiعُـمُرُ | |
|