في الوقت الذي رحبت فيه الداعية الإسلامية ملكة دراز بفكرة تسجيل القرآن الكريم بصوت المطرب المصري عمرو دياب، هاجمت قيام مواطنته شيرين برفع الأذان بصوتها أثناء تقديمها لأحد الأدعية الدينية.
وقالت دراز -في تصريحات لـmbc.net-: تجربة شيرين في رفع الأذان بصوتها يعد حراما من الناحية الشرعية، ولا يجوز بصوت المرأة على الإطلاق؛ لأن المرأة يجب أن تتسم بالحياء مع الله، مستشهدة بموقف المطربة المعتزلة ياسمين الخيام التي تتمتع بعذوبة الصوت في تلاوة القرآن، ورغم ذلك ترفض تسجيله بصوتها.
وقالت الداعية الإسلامية: أحيانا نجتمع في مسجد الحصري، وكثير من السيدات يردن أن يسجلن بعض المقاطع على هواتفهن للسيدة ياسمين وهي تتلو القرآن الكريم، إلا أنها ترفض تماما، مضيفة أن الخيام عادة تعلق قائلة: "إنها تخجل أن يسمعها رجل، لا لأن صوتها عورة، بل لأن صوت المرأة به بعض من النعومة، وإن كانت غير مقصودة".
وأعربت الدكتورة ملكة عن استيائها الشديد من طلب بعض المطربات مثل نجاة الصغيرة أن تسجل القران بصوتها، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنه لا يوجد نصّ شرعي يحرم ذلك، لكنها ترى أن موقفها هو اجتهاد شخصيّ.
واعتبرت الداعية الإسلامية تسجيل الفنانة الراحلة أم كلثوم للقرآن الكريم بصوتها ليس قاعدة حتى نستشهد بها، فهي حرة فيما فعلت.
وعن مطالبة الشيخ فرحات المنجي للفنان على الحجار بالاعتزال إذا قرر تسجيل القرآن الكريم بصوته، قالت: لا أحد يستطيع الحجر على رأي أيٍّ من الشيوخ؛ لأن كل إنسان حرّ في رأيه، لكنها ضد هذا الكلام، فليس من حق أحد أن يطالب إنسان مسلم بترك مهنته من أجل تسجيل للقرآن، مضيفة أن الفنان علي الحجار حنجرته جيدة ويصلح تماما لأن يقبل على خطوة تسجيل القرآن، كما أنه يمتلك أدوات التجويد والترتيل.
صوت عمرو دياب
على جانب آخر، أيدت الداعية الإسلامية أن يسجل بعض المطربين القرآن بصوتهم، ما داموا سيلتزمون بالضوابط الشرعية لتلاوة القرآن؛ وهي أن يكون متوضئا ومتحليا بالفضائل، ولعل أو عسى أن يكون تسجيل القرآن بصوته بداية طريق الهداية والاعتزال وسلْك الطريق الصحيح مثل راشد العفاسي الذي امتنع تماما عن غناء أي شيء بعيد عن الدين.
وعن تصريحات علي الحجار التي قال فيها إن الفنان عمرو دياب إذا قرر أن يسجل القرآن بصوته فسيهتدي الشباب.. تساءلت الدكتورة ملكة: وما المانع في أن يحدث ذلك بالفعل؟.. فكما يقلد الشباب عمرو دياب في ملابسه وطريقة تصفيف شعره؛ سيسمعون القرآن منه ويمكنهم فعلا أن يهتدوا من خلاله، وأن يجعله الله سببا في هدايتهم.. فليقبل على هذه التجربة وله الثواب في ذلك.
واتفق معها في الرأي الدكتور عبد الرحيم السايح -أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر- وقال: لا مانع من تسجيل المطربين للقرآن الكريم بصوتهم؛ لأن تلاوة القرآن الكريم مباحة للجميع، ولابد أن تكون تلاوته عن تدبر.
وعن مطالبة بعض الفقهاء لهؤلاء المطربين بضرورة اعتزالهم الغناء، أوضح السايح أنه لا يوجد أيّ من نصوص القرآن والسنة تقول أن على قارئ القرآن الكريم الاعتزال لو كان مطربا.. فلا دخل لنا بمهنهم، فأحدهم حر عاقل مسلم، ولكن عليه أن لا يتغنى بالقرآن، ويضيف إليه بعض الجمل اللحنية، فهذا هو الحرام شرعا.
يذكر أن المطرب علي الحجار قد بدأ في تسجيل القرآن الكريم بصوته، وقال إن فنانا بحجم مواطنه عمرو دياب لو قرر تسجيل القرآن بصوته، فإنه بجماهيريته وكونه مثلا أعلى لكثير من الشباب، سوف يجعل هؤلاء الشباب يستمعون للقرآن أكثر مما يفعله مشاهير المقرئين.
وكان الدكتور فرحات السعيد المنجي -العالم بالأزهر الشريف- قد أكد أنه لا يمانع من تسجيل الحجار للقرآن بصوته، ولكن بشرط أن يتفرغ للقرآن ولا يعود إلى الفن، سواء أكان غناء أو تمثيلا تحت أيّ ظرف.
وتساءل: "هل يجوز أن يذاع للحجار تسجيل قرآني في الإذاعة صباحا، وفي المساء نجده في حفل يغني "آه يا عين وآه يا ليل؟". [/size]