ياسر السامرائي مؤسس المنتدى
ألمشاركات : 1291 السٌّمعَة : 47 تاريخ التسجيل : 18/09/2009 الموقع : منتدى الحب الجنس :
| موضوع: ( دروس من قصة يوسف ) السبت فبراير 27, 2010 9:32 pm | |
| قَالَ يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ" (يوسف:5)
" لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ" هو لا يمنع وقوع القدر "وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْء" (يوسف: من الآية67)
يشير في الآية الأولى إلى أن من رأى رؤيا صالحة ألا يقصها إلا على من يحب خوفاً من نشوء الحسد بسبب هذه النعمة وهذه الرؤيا، وكل صاحب نعمة محسود، فلم يكن من يعقوب _عليه السلام_ إلا أن يدله على سبب لعله يكون فيه نجاته...
وفي الآية الثانية : أن الإنسان إذا سلك طريقاً محفوفاً بالمخاطر كركوب البحر مثلاً، من الحكمة ألا يركبه هو وأبناؤه جميعاً خوفاً من أن يغرق المركب فيغرقوا جميعاً .. فلما خاف يعقوب _عليه السلام_ حيث إنهم سيذهبون من بلاد كنعان إلى مصر وبلاد غريبة ويخشى عليهم من العدو قال:" لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ "(يوسف: من الآية67) فهذا من الأخذ بالأسباب وهو لا ينافي الإيمان بالقدر.
أي أن يعقوب عندما يقول لابنه هنا "لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلَى إِخْوَتِكَ"، ويقول لأبنائه فيما بعد: " لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ" هو لا يمنع وقوع القدر لأنه قال بعدها "وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْء" (يوسف: من الآية67) ولكنه يأخذ بالسبب الشرعي الذي قد يكون سبباً لنجاة ابنه هنا وأبنائه هناك.
ومن أمثلة الأخذ بالأسباب أن يوسف _عليه السلام_ لما راودته امرأة العزيز وأصرت في مراودتها وهمت به وهي تملك السلطة والقوة أخذ بالسبب، بل أخذ بعدة أسباب حيث استعتصم بالله _جل وعلا_ وتضرع إليه فكفاه الله _جل وعلا_ شر هذه المرأة ، ثم أيضاً هرب منها وهذا أيضا الأخذ بالأسباب .
ولذلك كان من الأخذ بالأسباب الهروب من مواطن الفتن ...
وكذلك من الأخذ بالأسباب أن أبناء يعقوب _عليهم السلام_ لما طلبوا من أبيهم أن يرسل معهم أخاهم بنيامين قال لهم: "قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ" (يوسف:66) بسبب ما فرطوا بيوسف _عليه السلام_، فاحتاط هذه المرة، فقال: "لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِنَ اللَّهِ" فأعطوه الموثق... وحدث ما حدث لأخيهم لكن لم يكن بسببهم.
ومن أعظم ما ورد في هذه السورة من الأخذ بالأسباب قول يعقوب في آخر المطاف: "يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ" (يوسف:87) وفعلاً ذهبوا بعد أن كانوا يأسوا "قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ" (يوسف:85) ولما أخذوا بهذا السبب مباشرة فإذا هم يجدون النتيجة. "فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ" (يوسف:88) "قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ" (يوسف:89)
| |
|